- i24NEWS
- الشرق الأوسط
- أسباب حزب الله للحفاظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل
أسباب حزب الله للحفاظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل
التنظيم اللبناني مهتم بتجنب تجدد المواجهة مع إسرائيل، لكن ذلك ليس عبثا • ثلاثة قادة كبار يتنافسون على القيادة العسكرية • فوضى تستشري داخل القيادة

فوضى في قيادة حزب الله: المنظمة تمتنع عن التعليق على هجمات الجيش الإسرائيلي في قلب الضاحية في بيروت، كما تكرر وتنفي أي علاقة لها بإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. لقد كرر التنظيم مراراً وتكراراً رغبته في الحفاظ على وقف إطلاق النار، وهذه هي الرسائل التي ينقلها إلى الحكومة اللبنانية، ولدى حزب الله أسباب كثيرة لتجنب مثل هذه المواجهة الجديدة والمباشرة مع إسرائيل.
المشاكل تتراكم: أموال التعويضات لم تصل بعد، وجهود إعادة الإعمار ما زالت بعيدة عن البداية، والحدود مع سوريا مغلقة وسط اشتباكات مع جيش الجولاني، والجيش اللبناني ينتشر أيضاً في منطقة البقاع. وتعرضت القاعدة الشيعية لأضرار بالغة، حيث اشتعلت النيران في 75% من مصادر العيش في الجنوب، وفرّ نحو 35 ألف شيعي من البقاع.
وتبدي الحكومة اللبنانية موقفاً هجومياً ومعارضاً إلى حد ما ضد المنظمة، حيث تضغط الولايات المتحدة من أجل نزع سلاحها. لكن فوق كل ذلك تقف القيادة المتراخية لنعيم قاسم، الأمين العام الرابع لحزب الله. وتضاف الآن إلى كل هذا، الصراعات الداخلية على السلطة في حزب الله، وهي صراعات كبيرة قد تؤدي على المدى الطويل إلى الانقسام داخل المنظمة.
فمن ناحية، في موقفه الرسمي يوجد نعيم قاسم، الذي أظهر مؤخراً خطاً معتدلاً مؤيداً لاستمرار وقف إطلاق النار والامتناع عن التحرك ضد الحكومة اللبنانية. وعلى الجانب الآخر يقف وفيق صفا، صهر نصر الله والذي كان يرأس مكتب الاتصال. ولديه سيطرة على المرفأ والمطار والعديد من المؤسسات المدنية في لبنان، ويشكل الآن معارضة نشطة ومعادية لقاسم.

مراراً وتكراراً طالب قاسم صفا بالانصياع له، لكن صفا لا يكترث له بل ويتجرأ على إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام اللبنانية ويخالف الرسائل والأمور التي يصرح بها قاسم في خطاباته. كما يقف صفا وراء المظاهرات العنيفة لراكبي الدراجات النارية في بيروت، الذين خرجوا للاحتجاج على عدم موافقة الحكومة اللبنانية على هبوط الطائرة الإيرانية، التي كان من المفترض أن تنقل أموالاً إلى حزب الله. كان قاسم غاضبًا جدًا لدرجة أنه لم تتم دعوة الأشخاص الموالين الى صفا لحضور الجنازة المشتركة لنصر الله وهاشم صفي الدين.
ويخالف صفا الخط الذي يقوده قاسم الذي يدعي أنه يجب أن يكون التركيز على إعادة بناء حزب الله ومواصلة وقف إطلاق النار ويدعي أن التنظيم يفقد مكانته عندما يخضع لإملاءات الحكومة اللبنانية. وبين المعسكرين، يحاول الآن محمد رعد، عضو البرلمان عن حزب الله، والذي تم تعيينه مؤخراً نائباً لقاسم، التوسط. الا أنه لم يحقق أي نجاح حتى الآن.

وفي الوقت نفسه، عندما تتصاعد التوترات على أعلى المستويات، هناك بالفعل علامات على التأثير على القوات المسلحة لحزب الله أيضاً. وبحسب مصادر لبنانية تحدثت معنا ومع آخرين، فقد تولى ثلاثة من مسؤولين التنظيم القيادة، وهم يقودون القوات المسلحية بشكل رئيسي في جنوب لبنان.
وأبرزهم خليل حرب، الذي يطلق عليه بالفعل اسم "رئيس أركان حزب الله". ولديه ماضٍ في مجال تهريب المخدرات وعلاقات واسعة مع مختلف الأذرع التابعة لإيران، وكذلك ضمن الوحدة 3900، والذي اغتيل أحد نشطائها البارزين أمس.
ويبدو أن حرب هو المسؤول عن جميع القوات المسلحة للمنظمة، من كتائب وألوية. في المقابل، يقف أمامه هيثم الطبطبائي، الذي كان يقود في السابق قوة الرضوان والقوات الخاصة، وعمل في صفوف حزب الله في سوريا، وكان على اتصال بشكل رئيسي مع شركاء حزب الله في فيلق قدس الإيراني.
اليوم، كما تزعم المصادر اللبنانية، الطبطبائي هو قائد بعض الكتائب في جنوب لبنان لكنه لا يستمع لتعليمات المستوى السياسي التي ربما لا تصل الى المستويات الدنيا بسبب الخلافات في القيادة، بل ويأخذ لنفسه الكثير من الاستقلالية أمام حرب.
وفي لبنان، تشير التقديرات إلى أن الطبطبائي قد يقسم القوات المسلحة لحزب الله ويشكل منظمة فرعية داخل حزب الله. ومثله، يتولى أيضا محمد حيدر، أحد مستشاري نصر الله المقربين، قيادة بعض القوات المسلحة في جنوب لبنان، تحت قيادة حرب، وليس تحت قيادة قاسم المنعزل.
هناك بعض العلامات على هذه الخلافات في القيادة. ومن بين أمور أخرى، عدد من رسائل المتحدثين التي ظهرت على قناة المنار التابعة للتنظيم وتم حذفها بعد وقت قصير، والتصريحات المتضاربة لكبار مسؤولي التنظيم تجاه الحكومة اللبنانية بشأن مسألة منع هبوط الطائرة الإيرانية في المطار، ونفي التورط في الحادثة التي نصب فيها عناصر حزب الله كميناً لجنود الجولاني من سوريا وأدى إلى سلسلة من الهجمات المتبادلة على مدى عدة أيام.
ولا بد من التقدير أنه إذا تطور هذا الاتجاه، فقد يواجه حزب الله انقساماً داخلياً. وسوف تضطر إسرائيل إلى مواجهة الظاهرة الأكثر شيوعاً المتمثلة في "المتمردين" والمعروفة أكثر في قطاع غزة.