- i24NEWS
- الشرق الأوسط
- زعيم درزي سوري يبدي تحفظاته بشأن زيارات زعماء دروز لإسرائيل ومخاطر تطبيع العلاقات
زعيم درزي سوري يبدي تحفظاته بشأن زيارات زعماء دروز لإسرائيل ومخاطر تطبيع العلاقات
يوسف جربوع:"الهدف الرئيسي كان دينيًا بحتًا: تعزيز الروابط الاجتماعية والأسرية، والحفاظ على العلاقات بين الطوائف".


أعرب الشيخ السوري الدرزي يوسف جربوع، عن مخاوفه بشأن الزيارات الأخيرة التي قام بها زعماء دينيون دروز سوريون إلى إسرائيل، مشيرا إلى أن"هذه الزيارات، رغم أنها تبدو في البداية مجرد تبادلات دينية، إلا أنها قد تستخدم لأغراض سياسية وتقوض موقف الطائفة الدرزية اتجاه النظام السوري". جاءت تصريحات جربوع في مقابلة مع قناة سكاي نيوز العربية.
وحول زيارة رجال الدين الدروز السوريين إلى إسرائيل، أكد جربوع أنه "لا يوجد بعد سياسي لهذه الزيارات". وبحسب قوله فإن "الهدف الرئيسي كان دينيًا بحتًا: تعزيز الروابط الاجتماعية والأسرية، والحفاظ على العلاقات بين الطوائف". ولكنه أكد أن "هذه الزيارات ربما كان من الممكن أن ينظر إليها بشكل مختلف بسبب السياق السياسي الدقيق الذي جرت فيه"
وقال جربوع إن "المشكلة ليست في الزيارة نفسها، بل في كيفية استغلالها لإظهار أن الدروز يسعون إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما يقول إنه أمر غير مقبول". وأضاف "عدم وجود اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل يجعل مثل هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر السياسية. وعلاوة على ذلك، وفي مناخ لم توقع فيه سوريا وإسرائيل معاهدة سلام، فإن تطبيع العلاقات، حتى لو كان رمزيا، سوف يُنظر إليه على أنه خيانة من قبل النظام السوري والشعب السوري".
وسلط جربوع الضوء أيضًا على التحديات الحالية التي تواجهها الطائفة الدرزية في سوريا، وخاصة في منطقة السويداء، حيث يتسم الوضع بالتوترات بين مختلف الفصائل السياسية والعسكرية" ورغم هذا عدم الاستقرار قال إنه "لا يوجد تهديد مباشر للدروز من شأنه أن يضطرهم إلى طلب الحماية الخارجية، مثل تلك التي تقدمها إسرائيل"
وأكد جربوع على أنه "نحن قادرون على حماية أنفسنا"، ويسلط هذا البيان الضوء على رغبة المجتمع الدرزي في الحفاظ على استقلاليته وعدم الاعتماد على الجهات الخارجية، مع البقاء وفيا لجذوره وتقاليده. لكن الوضع المعقد في سوريا والعلاقات المتوترة مع إسرائيل توفر أرضاً خصبة للاستغلال السياسي لمثل هذه المناسبات الدينية.
وأعرب جربوع عن قلقه من أن هذه الزيارات، على الرغم من كونها دينية في طبيعتها، يمكن أن تفسر بشكل خاطئ وتستخدم لتعزيز فكرة التقارب مع إسرائيل، وهي الخطوة التي قال إنه يجب تجنبها حتى يتم التوصل إلى سلام رسمي بين الدولتين. وهكذا يجد المجتمع الدرزي السوري نفسه في وضع حساس، إذ يتنقل بين إيمانه، وروابطه الاجتماعية مع الدروز الآخرين، والضرورات السياسية الناشئة عن وضعه داخل سوريا والمنطقة.