- i24NEWS
- الشرق الأوسط
- تقرير: كيف ساهمت مشاركة حزب الله بالحرب في سوريا باختراق إسرائيل له استخباراتيا؟
تقرير: كيف ساهمت مشاركة حزب الله بالحرب في سوريا باختراق إسرائيل له استخباراتيا؟
بدأت إسرائيل بإجراء نشاط استخباراتي مكثف بعد انتهاء حرب 2006 ، غير خلاله تصوراتها وطريقة رصدها لأنشطة الحزب
تطرقت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير لها هذا الأسبوع الى الطريقة التي اخترقت فيها إسرائيل حزب الله استخباراتيا، وربطت ذلك مع دور حزب الله في الحرب الأهلية في سوريا حيث ساند التنظيم الجيش السوري.
الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله نجا من ثلاث محاولات اغتيال خلال حرب لبنان عام 2006، لكنه لم ينجو من الهجوم العنيف على مقر حزب الله في الضاحية الجنوبية الجمعة الماضية، حيث قتل الى جانب عدد من قادة حزب الله أبرزهم قائد منطقة الجنوب علي كركي. فما الذي تغير في هذه الحرب عن الحرب السابقة؟
قال مسؤولون رسميون سابقون وحاليون للصحيفة إن التغيير في الحرب الحالية عن الحرب السابقة ينبع من عمق وجودة الاستخبارات التي اعتمدت عليها إسرائيل، والتي ظهرت في اغتيال قائد أركان حزب الله فؤاد شكر في تموز/يوليو.
ووصف المسؤولون أن ذلك جزء من التغييرات بتوجه واسع بجهود الاستخبارات وراء حزب الله بعد حرب لبنان الثانية وبعد 18 عاما من نهايتها. جمعت الوحدة 8200 وجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كمية هائلة من المعلومات التي مسحت حزب الله.
وصرحت ضابطة عملت في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، تطلب هذا تغييرا أساسيا برؤيا حزب الله، الذي نجح بالبقاء خلال التواجد العسكري الإسرائيلي على مدار 18 عاما واستنزف رغبتها بالبقاء هناك.
الانسحاب من الشريط الأمني في عام 2000، والذي رأى فيه حزب الله انتصارا، ترافق أيضا مع خسارة كبيرة في القدرة على جمع المعلومات الاستخبارية عنه. وقالت الضابطة الإسرائيلية أيسن إنه كتعويض عن ذلك، قامت الاستخبارات العسكرية "أمان" بتوسيع تصورها لحزب الله، بما يتجاوز الذراع العسكرية وحدها، إلى طموحاته السياسية وعلاقاته المتنامية مع إيران ونظام بشار الأسد في سوريا.
وقالت آيسن "إن الاستخبارات الإسرائيلية تعاملت مع حزب الله على مدار عقد كـ"جيش إرهاب" وليس كمنظمة عدائية "مثل أسامة بن لادن في المغارة". لقد كان التغيير في التصور هو الذي أجبر إسرائيل على دراسة حزب الله عن كثب وعلى نطاق واسع مثل الجيش السوري، على سبيل المثال.
مع تزايد قوة حزب الله، بما في ذلك في عام 2012 عندما تم إرساله إلى سوريا لمساعدة الرئيس الأسد في قمع الاحتجاجات ضده، فقد أعطى ذلك لإسرائيل فرصة لاتخاذ خطوات خاصة بها. والذي انكشف أمامها كان "صورة استخباراتية" كثيفة: من هو المسؤول عن عمليات حزب الله، ومن الذي يتم ترقيته، ومن هو الفاسد، ومن الذي عاد لتوه من رحلة غير مبررة.
وبينما اكتسب مقاتلو حزب الله خبرة قتالية في الحرب الدامية في سوريا، إلا أنهم وسعوا صفوفهم لمواكبة الصراع الذي طال أمده. وقد أعطى هذا التجنيد فرصة للمخابرات الإسرائيلية، التي نشرت عملاء في الميدان أو بحثت عن منشقين محتملين. وقالت راندا سليم، مديرة البرامج في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: "كانت سوريا بداية توسع حزب الله". "وهذا أضعف آليات الرقابة الداخلية وفتح المجال أمام تسلل واسع النطاق".
كما خلقت الحرب في سوريا نبعاً من البيانات، وأغلبها متاح للعامة، لصالح أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وخوارزمياتها. "ملصقات الشهداء" لمقاتلي حزب الله الذين قُتلوا في سوريا كانت جزءاً منها، نظراً لكونها مملوءة بتفاصيل صغيرة، بما في ذلك البلدة التي أتى منها المقاتل والمكان الذي قُتل فيه ودائرة أصدقائه الذين نشروا الخبر عن وفاته على مواقع التواصل الاجتماعي وكانت جنازاتهم منكشفة أيضا، حيث كان كبار القادة الذين كانوا في الظل يحضرون في بعض الأحيان، حتى ولو لفترة قصيرة.
وقال سياسي لبناني كبير سابق في بيروت إن تسلل المخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية إلى حزب الله هو "ثمن دعمهم للأسد".وأضاف: "كان عليهم أن يكشفوا أنفسهم في سوريا"، حيث اضطرت المجموعة السرية فجأة إلى الحفاظ على اتصال وتبادل المعلومات مع جهاز المخابرات السوري الفاسد، أو مع أجهزة المخابرات الروسية، التي كانت تحت المراقبة المستمرة من قبل الأمريكيين".
وقال يزيد صايغ، وهو باحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط: "لقد تحولوا من أشخاص منضبطين ومتشددين للغاية إلى أشخاص (عندما دافعوا عن الأسد) ضموا عدداً أكبر بكثير مما يحتاجون إليه" وتابع "رافق هذه الثقة بالنفس والغطرسة بالتغيير في العضوية في المنظمة - فقد بدأت تصبح فضفاضة".
.
.