تحركات شعبية درزية في إسرائيل لطرد جرحى جبهة النصرة

لم يعد سرا ان العديد من الجرحى السوريين جراء القتال الدائر هناك منذ سنوات، يتلقون العلاج المجاني في مستشفيات شمال إسرائيل، ومن بينهم على ما يبدو مقاتلون من جبهة النصرة ومن بقية الفصائل المسلحة التي تخوض المعارك بالقرب من الحدود مع إسرائيل، لدرجة ان البعض يؤكد وجود مقاتلين جرحى من تنظيم "الدولة الإسلامية"، يتلقون العلاج المجاني في مستشفيات إسرائيل.

وبالنظر الى آخر التطورات الميدانية على الساحة السورية وما تعرضت له بلدات درزية من هجمات شنتها "جبهة النصرة" قبل نحو أسبوعين ولا سيما في قرية قلب لوزة الواقعة في منطقة جبل السماق في سوريا، حيث قتل 20 شخصا من أهالي القرية الدرزية، مما اضطر قيادة جبهة النصرة الى الاعتذار لاحقا وطمأنة أهالي القرى الدرزية في المنطقة بأنهم لن يتعرضوا بعد الآن للأذى وان المسؤول عن الهجمة على قرية قلب لوزة سيلقى عقابه لأنه تصرف بصورة شخصية.

على ضوء هذه الاحداث المتسارعة، هب المواطنون الدروز في إسرائيل نصرة لإخوانهم الدروز في الجانب السوري مطالبين الحكومة الإسرائيلية بالتدخل دفاعا عنهم. ولما جاء الموقف الإسرائيلي مغايرا لمطلب الدروز في إسرائيل، واكتفت الحكومة الإسرائيلية بالتعهد بمد يد العون الإنساني عند الضرورة، بدأنا نلاحظ تحركات شعبية درزية ضد علاج مقاتلي جبهة النصرة في المستشفيات الإسرائيلية.

فقد اقتحم منذ يومين عدد من الشبان الدروز مستشفى "الجليل الغربي" في مدينة نهاريا شمالي إسرائيل، وراحوا يهتفون بأعلى أصواتهم بشعارات تطالب بطرد جرحى "جبهة النصرة" وعدم معالجتهم في إسرائيل، ثم ما لبث رجال الحراسة ان ابعدوا المحتجين بدون تداعيات.

الى ذلك قامت مجموعة من الشباب الدروز بالاعتصام عند ما اصطلح على تسميته "معبر المصابين" بين سوريا وإسرائيل حيث يتم استقبال الجرحى من الجانب السوري لنقلهم الى المستشفيات في إسرائيل. واغلق المحتجون الدروز المعبر لبعض الوقت، كما حاولوا وقف سيارات الإسعاف التي تقل المصابين والمتوجهة الى داخل إسرائيل.

وفي آخر تطور لهذه التحركات الشعبية، قامت مجموعة من الشباب الدروز تلوح بأعلام الطائفة الدرزية، باقتحام مستشفى "زيف" في مدينة صفد شمالي إسرائيل حيث يعتقد ان عددا كبيرا من جرحى "جبهة النصرة" يتلقون العلاج، وراح المحتجون يرددون هتافات منها "جبهة النصرة برا برا" وكذلك "يا داعش برا برا" وغيرها من الشعارات الى ان تدخل الحراس وتمكنوا من اقناع المحتجين بالانصراف من المكان بهدوء.

يشار الى ان السلطات الإسرائيلية لا تعترف باستقبال مقاتلي جبهة النصرة الجرحى للعلاج في مستشفياتها، وانما تؤكد انها ولأسباب إنسانية تستقبل عددا من الجرحى السوريين معظمهم من المدنيين الذي يتعرضون للإصابات جراء القتال الدائر في سوريا منذ 4 سنوات، وان السلطات الإسرائيلية لا تعير اهتماما الى انتماء الجريح القادم لأي فصيل من الفصائل المتحاربة في سوريا، وان ما يهمها فقط هو معالجة الجرحى بغض النظر عن انتماءاتهم التنظيمية وذلك من وجهة نظر انسانية صرفة.

احتجاج شباب دروز على علاج جرحى جبهة النصرة في مستشفى في صفد