تقرير: "التزام المغرب والصين بتعزيز العلاقات الثنائية يعكس رغبة بكين في توسيع نفوذها الاقتصادي في شمال وغرب إفريقيا"
"موقع المغرب الاستراتيجي القريب من الأسواق الأوروبية واحتياطياته من الفوسفاط والليثيوم يجعلان منه شريكا جذابًا للصين"،
ذكرت صحيفة "South China Morning Post" في تقرير نشرته، إن "الرئيس الصيني وولي العهد المغربي، أكدا خلال لقائما على التزامهما المشترك بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين"، وأكد على أن "هذه الزيارة، رغم قصرها، تأتي في سياق استراتيجي يعكس رغبة بكين في توسيع نفوذها الاقتصادي في شمال وغرب إفريقيا".
وأفاد التقرير أن "موقع المغرب الاستراتيجي القريب من الأسواق الأوروبية واحتياطياته من الفوسفاط والليثيوم يجعلان منه شريكا جذابًا للصين"، وتابع "بعض الشركات الصينية تستفيد من مزايا المغرب في إنتاج الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر لدعم توجهاتها الصناعية المستقبلية"
وأضافت الصحيفة، أن "المغرب يلعب دورا حاسما في خطط الصين لتأمين المواد الحيوية اللازمة لتصنيع المركبات الكهربائية، بالإضافة إلى إيجاد بدائل للقيود التجارية التي تفرضها الولايات المتحدة وأوروبا"، مشيرة إلى تحول صيني في علاقاتها بالمنطقة، حيث كانت في السابق تركز على مصر والجزائر، بينما تسعى حاليا إلى توسيع حضورها ليشمل دولا مثل المغرب وتونس.
وتحدثت الصحيفة عن استثمارات صينية بارزة في قطاع السيارات الكهربائية بالمغرب، حيث أعلنت شركة "جوتيون هاي تيك" عن بناء أول "جيغافاكتوري" في إفريقيا بمدينة القنيطرة بقيمة 1.3 مليار دولار، بالإضافة إلى مشاريع ضخمة لشركات أخرى مثل "BTR New Material" و "Shinzoom" المتخصصتين في تصنيع بطاريات السيارات.
هذا ويتماشى تقرير الصحيفة الصينية مع ما قاله السفير المغربي لدى الصين، عبد القادر الأنصاري، في تصريحات لـ"China Daily" عقب زيارة الرئيس الصيني، "العلاقات بين المغرب والصين تتميز بإيجابية ممتدة وتعاون وثيق في إطار مبادرة الحزام والطريق"، واضاف" موقع المملكة الجغرافي كبوابة لإفريقيا وقربها من الأسواق الأوروبية يجعلها ركيزة أساسية في تنفيذ هذه المبادرة في المنطقة"، وقال إن"المغرب، بفضل بيئته الملائمة للأعمال، أصبح رائدا في صادرات السيارات، التي بلغت قيمتها 160 مليار درهم في عام 2023، مشيرا إلى التعاون المغربي الصيني المتزايد في قطاع السيارات الكهربائية، حيث تمتلك المملكة الموارد البشرية والمواد الخام اللازمة لصناعة المركبات الكهربائية وبطارياتها، إلى جانب تكنولوجيا متقدمة وسوق واسع".
وكانت تقارير إسبانية نقلا عن مصادر صينية، قد كشفت خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني، شي جين بينغ لجزر الكناري، بأن بكين تستعد لتدشين قنصلية عامة في مدينة العيون، والاستثمار في جسر بري بين الأقاليم الصحراوية والأرخبيل الإسباني.ويبدو أن الصين ترغب في الارتباط المباشر بالصحراء من خلال الدخول بقوة إلى عالم الاستثمار في إفريقيا عن طريق البوابة المغربية، ووفق ما أوردته "مصادر صينية مقيمة في جزر الكناري"، فإن حكومة الرئيس جين بينغ تسعى "لتقليد إعلان ترامب في عام 2020 وافتتاح قنصلية في مدينة العيون".
ويقترح الصينييون، على أساس ذلك، إنشاء جسر بين جزر الكناري والصحراء المغربية، لكن دون الكشف عن أي تفاصيل حول طبيعة هذا "الجسر"، علما أن أقرب مسافة بين الضفتين هي 95 كيلومترا بين نقطتي طرفاية وجزيرة فويرتيفنتورا، إلا أن الصينيين أفصحوا عن رغبتهم في التحول إلى "وسطاء" لتوسيع استثمارات الكناري نحو "الدول المجاورة".