- i24NEWS
- تحليلات وأراء
- تحليل: هل ستغلق قطر مقر المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة؟ وما هي وجهات قادتها المحتملة؟
تحليل: هل ستغلق قطر مقر المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة؟ وما هي وجهات قادتها المحتملة؟
لا ينبغي أن يكون القرار الذي تم اتخاذه في الدوحة مفاجئاً. · قبل بضعة أشهر، قال المسؤولون في البلاد إن وجود حماس ضروري طالما أن هناك مفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة.
إن القرار القطري الواضح بطرد حماس ووقف جهود الوساطة لا ينبغي أن يكون مفاجئا. وقبل عدة أشهر، قال مسؤولون في قطر إن وجود حماس هناك ضروري طالما أن هناك مفاوضات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المختطفين.
والآن، في ظل حقيقة أنه على الرغم من اغتيال السنوار، لا تزال حماس متمسكة بمخطط 2 يوليو/تموز، الذي يستند إلى مخطط بايدن، فإن قطر تدرك أن مثل هذه الصفقة ليست قريبة، وبالتأكيد ليست أقرب من بداية ولاية ترامب في البيت الأبيض، الذي لا يخفي استياءه من تصرفات الإخوان المسلمين وحماس.
وبعد اغتيال السنوار عينت حماس "مجلسا قياديا" يتكون من خمسة أشخاص. من أبرزهم خليل الحية، الذي فوضه السنوار نفسه للتفاوض بشأن المختطفين ووقف إطلاق النار. تدرك قطر أنه في ظل هذا الوضع، وطالما أنه من غير الممكن التفاوض والتسوية مع فلول القيادة العسكرية لحماس في قطاع غزة، فلا توجد فرصة للتوصل إلى اتفاق وثيق في الأفق، واختصر الطريق الى القرار الواضح.
ويجب أن تضيف أن قطر تشعر بخيبة أمل لأن خالد مشعل، وهو رجل من "المعسكر القطري"، ليس هو العامل المهيمن في الخماسية لقيادة حماس، وهو ما يقلل من فرص التوصل إلى صفقة يرعاها القطريون.
ومنذ بداية الحرب، فرض الأمريكيون سلسلة من العقوبات على كبار مسؤولي حماس المقيمين في قطر، وأبدى مسؤولون أمريكيون رسميون استيائهم من استضافة قطر لقيادة حماس في أراضيها. ردت قطر على الانتقادات التي سمعتها من الولايات المتحدة، وأجابت بأن إدارة أوباما هي المسؤولة عن فكرة السماح لحماس بالتمركز في قطر، من أجل التحاور معها ومنع امتدادها إلى المحور الإيراني، وهو ما ثبت عدم صحته بشكل واضح.
وتدرس الولايات المتحدة بالفعل فرض سلسلة من العقوبات الشخصية على خالد مشعل وخليل الحية... وإذا قامت قطر بطرد قيادة حماس، فسيكون ذلك بمثابة تغيير كبير في السياسة القطرية، التي لا تزال ترى حماس كهيئة حكم فلسطينية. سلطة شرعية ضمن ما يطلق عليه"الإسلام السياسي".
القيادة القطرية تدعم خالد مشعل وقد أوضحت مراراً وتكراراً لقيادة حماس العسكرية في قطاع غزة أنها لن تسير جنباً إلى جنب معها. قبل شهرين من الحرب في غزة، حجبت قطر المساعدات المالية عن قيادة حماس هناك، فقط بسبب تصريحات السنوار وأصدقائه لصالح الحكومة السورية.
خلال الحرب، كان يحيى السنوار متسلطا عندما استخف وأهان القيادة في الخارج الموجودة هناك، ومنعها من المضي قدما في التحركات السياسية أمام السلطة الفلسطينية واستبعدها من القرارات الاستراتيجية.
وأفادت لنا مصادر عربية خلال الحرب أن القيادة الخارجية لحركة حماس في قطر حذرت السنوار من أنه بسبب إصراره على منع صفقة تبادل السجناء والرهائن قد تجد القيادة نفسها في الخارج، فرد عليهم السنوار: "أنتم قلقون على مستقبلكم السياسي، وأنا قلق على مستقبلي عموما...".
هناك عدة عناوين جديدة مفتوحة الآن للمكتب السياسي لحركة حماس. أولها العراق حيث تقول تقارير عربية إن حماس فتحت مكاتب شبه سرية بتوصية من إيران. الجزائر هي أيضًا عنوان محتمل، وقد تحدث كبار مسؤولي حماس عن هذا الأمر في الأشهر الأخيرة، وكذلك الحال في لبنان، حيث يتجذر الجناح العسكري للمنظمة بعمق.
وتعتبر تركيا أيضاً عنواناً محتملاً، لكن البعض يشكك في ذلك، في ظل الموقف وردود الفعل المتوقعة من البيت الأبيض في عهد ترامب. وسوريا هي أيضاً احتمالية، لكن أبوابها لا تزال مغلقة في وجه حماس. قبل سنوات قليلة فقط، أهان الإعلام السوري قيادة حماس في الخارج، ووصف خالد مشعل المطرود من سوريا بأنه "ابن بلا وطن..."