- i24NEWS
- تحليلات وأراء
- في ظل تنظيمات المتمردين والنفوذ التركي: سوريا تعمل جاهدة على استعادة أيامها الأولى
في ظل تنظيمات المتمردين والنفوذ التركي: سوريا تعمل جاهدة على استعادة أيامها الأولى
استعدادا للإعلان عن الحكومة الانتقالية يستكمل الثوار إجراءات لتثبيت الدولة على رأسها حظر تهريب المخدرات ومحاولات العثور على السلاح الكيميائي في محاولة من الجولاني لكسب ثقة الغرب
في القريب العاجل سيتم في سوريا الإعلان عن الحكومة الانتقالية الجديدة. وأغلب أعضاء الحكومة ورئيسها محمد بشير أعضاء في "حكومة الإنقاذ السورية" المرتبطة بأبي محمد الجولاني المحسوب على تنظيم "تحرير الشام" الذي يتزعم المتمردين.
وأوضح البشير أنه سيتم الانتهاء من تشكيل الحكومة قريبا، كما سيتم تعيين رؤساء تنفيذيين في مختلف الوزارات، ومن المتوقع أن تركز الحكومة أولا وقبل كل شيء على الأمن الشخصي والعامة، وعلى ترميم البنية التحتية ووعود بتوفير الماء والكهرباء والمحروقات والطحين للسكان. وقال في مقابلة أجراها مع إحدى وسائل الإعلام السورية: “الوضع في إدلب (مكان تشكيل حكومة الإنقاذ) أفضل من الوضع في دمشق".
وفي هذه الأثناء تقوم تنظيمات المتمردين بقيادة أبو محمد الجولاني بإكمال سلسلة من التحركات التي تشير إلى نيته أن يصبح الرجل التالي في السلطة في دمشق. وتم رفع حظر التجول الليلة عن العاصمة بعد عدة أيام، وتم إلحاق قوات أمنية مسلحة بالقصر الرئاسي لبشار الأسد مع تعليمات صارمة بعدم السماح بنهب الأماكن العامة. ومن المتوقع أن يتم افتتاح المطار خلال أيام.
كما أصبح الجنوب أيضا تحت سيطرة المتمردين عندما تولى الجيش الجنوبي بالتنسيق مع الجولاني مسؤولية جنوب الجولان في مدن درعا والسويداء والقنيطرة، وأعلنت التنظيمات المتمردة صباح اليوم أنها لن تسمح بتجارة المخدرات وأحرقوا مخابئ المخدرات المضبوطة ووعدوا بأنهم لن يسمحوا بتهريب المخدرات إلى الأردن.
وأصدرت هيئة تحرير الشام تعليمات صارمة للثوار بالتحرك للحفاظ على الممتلكات العامة وحياة الأهالي، وأعلنت أنه لن يتم معاقبة الذين عملوا ضد هذه التنظيمات. وقال الجولاني صباح اليوم: "سأحل القوات الأمنية وأغلق السجون"، فيما تشير التقارير الواردة من سوريا إلى أنه ينوي توحيد كافة التنظيمات والفصائل السورية المختلفة، وكل الفرق العسكرية تحت وزارة دفاع مركزية واحدة. كما وعد الجولاني بأنه سيعمل مع القوات الدولية لتحديد موقع الأسلحة الكيميائية، مما يشير مرة أخرى إلى أنه يحمي مصالح الدول الغربية.
ونظراً لاستقرار الأوضاع في سوريا، بدأت آلاف العائلات اللاجئة، التي كانت في لبنان، بالعودة إلى ديارها في كافة أنحاء سوريا. ومع تعاظم فرص انتقال السلطة إلى يد الجولاني، أعلن حزب البعث، الذي تنتمي إليه أسرة الأسد، عن قرار تعليقه عمله في سوريا، وسينقل جميع أمواله إلى مسؤولية وزارة الداخلية السورية.
من جانبها، أعلنت تركيا أن وزارة الدفاع ستتحرك ضد العناصر المسلحة، إذا استمرت في العمل في أنحاء سوريا. وأفادت تقارير محلية أن قوات المتمردين تعمل على "تطهير" شمال سوريا من الجماعات المسلحة التي تعمل بإلهام من تركيا.
وحتى الآن، أشار الجولاني إلى الدول الغربية بأنه ينوي إنشاء نظام مركزي في سوريا بغض النظر عن ماضيه مع داعش أو القاعدة. وقد منع مؤخراً التدخل في ملابس النساء، وأمر الرجال المسلحين بالانسحاب من مراكز المدن ونشر تنظيماً جديداً للشرطة في بعض الأماكن. كما أصدر الجولاني عفواً عن الجنود، ووعد بالحرية الدينية للمسيحيين والمسلمين، بل وتعهد بتوفير الحماية للشيعة.