- i24NEWS
- الحرب في إسرائيل
- محقق السنوار يعرض سيكولوجية حماس بالتفاوض على صفقة
محقق السنوار يعرض سيكولوجية حماس بالتفاوض على صفقة
"محمد السنوار يراهن على عامل الوقت ويحاول الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من الرهائن لأطول فترة ممكنة. ليتسنى له تحقيق أقصى قدر من الربح، مع مرور المزيد من الوقت"
صفقة إطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين من قطاع غزة، تمزّق إسرائيل من الداخل وتثير احتجاجات شعبية واسعة النطاق. لكن ميخا كوبي، وهو مسؤول كبير سابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، لم يخف موقفه الحازم. يقول المحقق الذي تولى التحقيق مع يحيى السنوار حينما كان معتقلًا لدى المخابرات الإسرائيلية: "أعتقد أن هذه ليست الصفقة المثالية بالنسبة لإسرائيل، وهي من بين أسوأ الصفقات التي عقدتها في تاريخها على الإطلاق"، لكنه يوضح أنه "مع كل الألم - ليس لدينا خيار آخر. لقد فشلت إسرائيل بحماية مواطنيها من الخطف، في مكان كان ينبغي أن يحظوا فيه بأقصى قدر من الحماية وهي بيوتهم. والآن، أصبحنا مضطرين إلى دفع الثمن الباهظ لهذا الاخفاق، وإعادة المختطفين إلى ديارهم".
وبحسب كوبي، فإن إحدى النقاط الصعبة في الصفقة هي الغموض بشأن مصير المخطوفين: "ما زلنا لا نعرف من منهم على قيد الحياة ومن منهم سيُعاد كجثة. حماس ترفض تقديم معلومات واضحة بهذا الشأن. انها حركة مخادعة ومضللة لإسرائيل - وهذا هو جوهر نشاطها، اللعب بأعصاب الإسرائيليين، وإطالة امد توترهم وقلقهم وترقبهم".
وعندما سُئل عن تأثير الاتفاق على حماس، وصف كوبي: "في نظر حماس، هذا نجاح هائل. فهم يرون أنفسهم منتصرين - لأنهم تمكنوا من تجنيد المزيد من الناس تحت الهجوم العنيف، وتمسكوا بمطالبهم من إسرائيل ولم يتنازلوا عنها، كما أطالوا عملية التفاوض مثلما خططوا منذ البداية. لقد تمكنوا من إملاء شروطهم على إسرائيل، بعدما أنهكوها واستنزفوها".
ويؤكد كوبي أن الشخصية المحورية في هذه الصفقة هو محمد السنوار: "إنه الشخصية التي تتخذ القرارات في قطاع غزة. وهو الذي يحدد من سيتم الإفراج عنه من بين المخطوفين الإسرائيليين. إنه يراهن على عامل الوقت ويحاول الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من الرهائن لأطول فترة ممكنة. ليتسنى له تحقيق أقصى قدر من الربح، مع مرور المزيد من الوقت".
وبحسب كوبي فإن حماس تعمل على تحقيق هدفين رئيسيين هما البقاء والعودة إلى إدارة شؤون القطاع: "من وجهة نظرهم، فقد نجحوا بالاثنتين- حتى الآن على الأقل، رغم الحرب القاسية". ولكن هنا يأتي خط أحمر واضح بالنسبة لكوبي: "لا ينبغي لإسرائيل أن توافق على هذا. لا ينبغي لحماس أن تظل صاحبة السيادة في غزة، ولا ينبغي لإسرائيل تحت أي ظرف من الظروف أن ننسحب من مناطق استراتيجية مثل محور فيلادلفي صلاح الدين".
وثمة تقارير تفيد بأن الانسحاب من تلك المنطقة، الحدودية بين القطاع وشبه جزيرة سيناء الصحراوية، هو جزء من الصفقة بالفعل. ولكن حتى الآن ليس من الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستتخلى عن قبضتها على عدد من نقاط التماس الحرجة، بما فيها محور صلاح الدين أم لا.