- i24NEWS
- الحرب في إسرائيل
- عام على الهجوم الدامي في غلاف غزة، مخاوف من تكرار الحدث في الضفة الغربية | تحليل
عام على الهجوم الدامي في غلاف غزة، مخاوف من تكرار الحدث في الضفة الغربية | تحليل
برأي الكثيرين، السيناريو المخيف في الجنوب، غير منفصل عن الواقع • النشاط المسلح الفلسطيني يزداد، تهريب الأسلحة من الأردن والسرقات من قواعد الجيش الإسرائيلي
مع مرور عام على مذبحة السابع من تشرين الأول /أكتوبر في غلاف غزة، يطرح أحد الأسئلة الأكثر إثارة للقلق والأكثر اشتعالا في خطاب المجتمع الإسرائيلي هو ما إذا كانت مثل هذا الهجوم الدامي يمكن أن يتكرر، وما إذا كان سيتم مباغتة إسرائيل مرة أخرى.
إن الرأي السائد لدى جزء كبير من سكان الضفة الغربية اليهود هو أن التهديد بتسلل الفلسطينيين إلى المستوطنات الإسرائيلية وتنفيذ هجوم دامي ضد سكانها ليس منفصلاً عن الواقع. بل على العكس، قد يتجسد كل يوم، نعم، حتى اليوم. قتل رجال ونساء وشبان وشابات في عمليات وهي مشاهد اعتاد عليها السكان اليهود في الضفة الغربية للأسف في العقود الأخيرة. الاستعداد للقادم من جانب المؤسسة الأمنية يستحق الفحص ويمكن أن نرى في عبارة "التصور" البالية والممضوغة صلة كبيرة بقطاع يشهد تصعيدا متزايدا سيقود الى انتفاضة ثالثة.
في العام الماضي، ارتفعت العمليات المسلحة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى مستوى جديد، والتي ارتفع حجمها من حيث النطاق والقدرات و"الإنجازات" التي لم نشهدها منذ سنوات. إن السيارات المفخخة والانتحاريين والعبوات الناسفة القوية وكميات المتفجرات الموجودة في أيدي آلاف المسلحين، لا تشكل سوى جزء من التهديدات التي واجهتها القيادة المركزية والشاباك في المنطقة في العام الماضي.
إن الزيادة الكبيرة في نطاق الاعتقالات واغتيال المسلحين وإحباط الهجمات في الأشهر الـ 12 الأخيرة قد تظهر إلى حد ما مدى تطور المنظمات المسلحة وازدهارها في السنوات الأخيرة بعيدا عن أنظار المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، عند كل اقتحام لقوات الجيش الإسرائيلي لتنفيذ اعتقالات مسلحين وعمليات اغتيال ، المهمة أصبحت أكثر صعوبة على أقل تقدير، ومع كل هجوم يتم تنفيذه - يتزايد التهديد فقط بسبب حقيقة أن المسلحين مجهزون بأسلحة مناسبة ومتطورة.
كان تعليمات المستوى السياسي عند اندلاع الحرب للجيش الإسرائيلي هو إدارة المنطقة المشتعلة – الضفة الغربية - كساحة ثانوية، وهو القرار الذي كان منطقيًا في تلك الأيام، من خلال توجيه كل الاهتمام تقريبًا إلى الجبهة الجنوبية. لإطلاق سراح المختطفين والقضاء على مسلحي حماس في غزة . ومع استمرار القتال، تمت إضافة وسائل وتعديلات عملياتية كبيرة وتم تنفيذ عمليات كبيرة وقوية في معاقل المسلحين في الضفة الغربية واغتيال المزيد من المسلحين، البنية التحتية المسلحة دمرت وهوجمت بقوة.
في الوقت نفسه، تم تقليص الحظر على دخول العمال الفلسطينيين إلى المستوطنات في الضفة الغربية وإسرائيل، وكاد أن يتلاشى، سواء كان ذلك من خلال قرار رسمي بالسماح لبضعة آلاف من العمال بالدخول، أو من خلال غض النظر عن تدفق المتسللين من خلال السياج الفاصل والذي جلب، لمن تمكن من تمييز ذلك، هدوءاً على الأرض، لأن البطالة تقوي العمليات المسلحة، بينما العيش والرخاء يخلقان السلام والأمل، انظروا الى غزة قبل السابع من أكتوبر.
تهريب الأسلحة واختراق الحدود
في تلك الأيام، كان هناك عدد لا بأس به من العلامات في سلوك قوات الجيش الإسرائيلي تحت القيادة المركزية، وبدا أن صاحب المنزل قد أصيب بالجنون، وأن اللعبة هذه المرة قد انتهت بالفعل، المصالح التي أعربت عن دعمها لهجمات حماس الدموية تم مداهمتها وهدمها، اعتقل الآلاف من المسلحين وتم اتخاذ إجراءات إضافية. إلا أنه عام مر، ولا يزال تهديد هجوم السابع من أكتوبر الدموي ملموسًا، الأسلحة التي يمتلكها المسلحون في الضفة الغربية بأحجام واسعة ، ويضاف إلى ذلك إدخال المعدات العسكرية المتواصل من دول العدو عبر الحدود الإسرائيلية الأردنية، والتي حتى وقت كتابة هذا التقرير مخترقة ومثقوبة، هذا إلى جانب التزود من التنظيمات الإجرامية في إسرائيل التي تتغذى على السرقة من قواعد الجيش الإسرائيلي وساحات القتال.
وفي العام الذي سبق هجوم السابع من أكتوبر الدموي، تم تصنيف العديد من المدن الفلسطينية، خاصة في شمال الضفة، على أنها معاقل مسلحة. وكانت جنين ونابلس وطوباس ومخيمات أريحا هي الساحات الرئيسية التي عمل فيها الجيش الإسرائيلي بكثافة معينة، مع سلسلة من الإنجازات المهمة.
واليوم تضاف إلى ذلك مراكز مسلحة نشطة وكبيرة، مثل محافظة الخليل التي أخرجت مجموعة من المسلحين والانتحاريين والسيارات المفخخة وغيرها. ومن المؤكد أن هذا الاتجاه يشغل بال القائد العسكري الجديد آفي بيلوت، الذي رغم التحدي، لن يمنح مئة يوم هدوء في ظل التصعيد الميداني، وهو ما عرفه جيدا في منصبه السابق كقائد فرقة "يهودا والسامرة".